أجمل صور متحركة .. لا اتطوفكم صور روعه

الخميس، أغسطس 12، 2010

العادات الرمضانية للبلدان المختلفة

يتفاوت المسلمون في عاداتهم في هذا الموسم الكريم من بلد لآخر، وإن كانوا يتحدون في عبادتهم ، التي تُظهر وحدتهم في أبهى حللها، وأسمى معانيها.

وتلك العادات الرمضانية منها الصحيح المقبول، ومنها المخالف المرفوض، والمقياس عندنا ما جاء في كتاب ربنا وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

ونحن من خلال هذا المقال نحاول تسليط الضوء على بعض تلك العادات، يتخللها شئ من الوقفات، طامعين في اتباع خير البريات.

فمن العادات الحسنة المرتبطة بشهر رمضان، والتي قد تكون عبادة يؤجر عليها المسلم إذا صحبتها النية الصحيحة: الفرح باستقبال الشهر، وترقب هلاله، وتهيئة المساجد والمصليات، والتهنئة بحلوله ووصوله، وصلة الأرحام وتبادل الزيارات، وكثرة المصلين والعابدين من جميع الطبقات صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءاً، أغنياء وفقراء، إضافة إلى النشاط الجيد في العبادة من صلاة وتلاوة واعتكاف ودعوة وإنفاق....وغير ذلك مما اعتاده الناس في رمضان، إلا أنه من المؤسف عدم الاستمرار على هذا الخير، فسرعان ما يتخلى الكثير من المسلمين عن تلك الواجبات بعد رمضان، لكن رب رمضان هو رب سائر الشهور.

ومن العادات الحسنة تسابق المحسنين في إيجاد الخيام والصالات وتهيئتها بالفراش والأنوار من أجل تفطير الصائمين، وخاصة للمغتربين والبعيدين عن أهليهم وبلادهم فيشعرون بالأخوة، ويحسون بالفرحة والسرور، وترتفع معنوياتهم، ويستشعرون نعمة الإسلام والإيمان والصيام التي جمعت بينهم، وألفت بين قلوب الجميع.

أما الحديث عن العادات المرفوضة الممنوعة، والمرتبطة برمضان، فمنها : النوم نهاراً والسهر ليلاً وتضييع الأوقات، ومتابعة الأفلام والمسلسلات، والمبالغة في المباحات، وكثرة ارتياد الأسواق...وغير ذلك من العادات.

ومن العادات التي يروج لها بين العامة من الناس عادة الاحتفال بمنتصف رمضان، وخروج الأطفال ومرورهم على منازل الجيران، لجمع الحلوى والهبات، فيما يسمى"القرنقشوه"و"القرنقعوه"ونحوه، وهي عادة تُعلِّم الأطفال التسول واستجداء الآخرين، والدخول على البيوت بدون استئذان أهلها، وأحياناً يشترك مع الأطفال بنات كبار وخادمات، وفي الغالب ليس فيهم صاحب عوز أو حاجة، وإنما هي العادة.

وهناك من العادات ما هو مرتبط بالطعام والفطور في رمضان، وهي مختلفة من بلد لآخر ففي مكة والمدينة وخاصة في المسجد الحرام والمسجد النبوي يكون الفطور على رطب أو تمر مع ماء شأن الكثير من المسلمين، واتباعاً لهدي سيد المرسلين.

وفي بلاد الخليج العربي يكون الفطور إلى جانب التمر والماء على أكلات شعبية مثل الشربة والهريس والثريد وغيرها.

وفي تركيا يفطرون على الزيتون والجبن والبسطرمة والتمر، بينما نجد في لبنان يبدؤون الطعام بعد التمر بالفتوش وهي سلطة لبنانية رمضانية تتكون من الخضار مثل الخيار والبندورة (طماطم) وغيرها، إضافة إلى صحن الحساء اليومي واسمه في لبنان (شوربة)، ويختتم الإفطار بالحلويات الخاصة برمضان، وأهمها "كلاج" رمضان الذي يتكون من العجين والقشدة، وعاد الكثيرون في ظل مقاطعة المنتجات الأمريكية إلى أنواع العصير الرمضاني "كالجلاب، والسوس، والتمر هندي" .

وفي السودان يفطرون على مشروب الحلو المر المصنوع من الذرة، والبليلة وهي عبارة عن الحِمّص وأنواع من البقوليات المسلوقة أو القمح المسلوق والويكا (البامية).

وفي نيجيريا من الأكلات المفضلة عندهم في الإفطار هي "إيكومومو" وهى أكلة مصنوعة من الذرة المطحونة، ومعها "أولي لي" وهي مصنوعة من نبات البلوبيا أو "أكارا" وبجانب ذلك توجد الفواكه مثل الموز والبرتقال، ومن عاداتهم أن يأكل كل فرد من الأسرة بصحن مستقل ولو كان صغيراً.

ومن العادات المرتبطة برمضان في اليونان استعداد المسلمين ذوي الأصول العربية لاستقبال شهر رمضان بإقامة "المصليات" التي تستخدم في الإفطار الجماعي، وصلاة التراويح، وكذلك إقامة المسابقات والأنشطة الرمضانية، كما يتميز هذا الشهر بانتعاش حركة التجارة؛ فيقبل المسلمون على شراء المستلزمات والحلويات الرمضانية.

وفي الإمارات تعد الخيام المقامة أمام بيوت الإماراتيين - من ميسوري الحال - مظهراً من المظاهر الرئيسية لاستقبال الشهر الكريم، ويعتبرها الجميع تراثاً للأجداد يستعيده الأبناء متخلين عن حياة المدنية بتعقيداتها، حيث يتم استقبال الأقارب والأصدقاء، كما أنه يتم فيها إعداد إفطار للفقراء والمحتاجين.

وفي فلسطين يكون الإقبال الشديد على بعض المأكولات والمشروبات الشعبية المشهورة حتى أصبحت جزءا من التراث الرمضاني هناك.. وتحتل القطايف والتمرهندي والعوامة والمخلالات بأنواعها المقام الأول.

وفي أندونيسيا يتم إغلاق أماكن الفساد من ملاهي ومراقص، ويمنع بيع الخمور والمسكرات في هذا الشهر الكريم!!!وبدون تعليق! .

وفي الكاميرون عادة جميلة يحرص عليها المسلمون هناك؛ وهي عدم غلق أبواب البيوت والشقق طوال شهر رمضان المبارك.. استعدادًا لاستقبال أي صائم أدركه الأذان قبل الوصول إلى بيته؛ فيدخل للإفطار والتعارف مع إخوانه من المسلمين الذين يمثلون نصف المجتمع على الأقل، ويزداد عدد المقبلين على الإسلام والدخول فيه تأثراً بسلوكيات المسلمين.

وفي السودان يتم تجديد كل أواني المطبخ احتفالا بشهر رمضان، وتدريب النساء في الصباح على تعلم تجويد القرآن الكريم، وأكثر ما يميز السودانيين، الإفطار الجماعي، وهو من عادات السودانيين الأصيلة؛ حيث تقوم كل أسرة مع من بجوارها بالتجمع في إفطار جماعي في الشارع، ويقطعون الطريق على المارة بالإصرار على مشاركتهم في هذا الإفطار.

تلك هي بعض عادات الناس في هذا الشهر الكريم، وعموماً ما حظي رمضان بهذا الاهتمام لدى الكثيرين إلا لمكانته في النفوس، وعظيم قدره لديهم، سائلين الله التوفيق والسعادة في الدنيا ويوم المعاد، والحمد لله رب العالمين.

انتصارات المسلمين فى رمضان

شرع الإسلام من الأعمال الصالحة في رمضان ما يكون سببًا لرفع الدرجات ودفع المسلمين إلى العمل الصالح فالأجر بعشر أمثاله إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.

فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضانإيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” ويقول أيضًا: “”من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه”. “

وظل رمضان قرونًا عديدة بعد مهد الرسالة موسمًا لجهاد النفس وإصلاح أوضاع المجتمع تأكيدًا لحقيقة أن مشقة الصوم لا تقعد الصائم عن ممارسة أشق الأعمال وإنما تدفعه إلى الاستزادة منها.

ولكن واقع المسلمين اليوم يرسم علامات استفهام نظرًا لوجود ظواهر سلبية عديدة أثناء أيام الشهر من جهة، ومن جهة أخرى لم يظهر حتى الآن العمل التطوعي المنظم والفعال الذي ينتقل بالجهود التطوعية في شهر رمضان ـ وتتمثل بالأساس في توزيع الصدقات والزكوات ـ من العفوية والعشوائية إلى التخطيط والتنظيم لتحقيق وظيفة التكامل والتضامن الاجتماعي.

وفي رمضان وقعت أحداث غيرت مسار التاريخ ونقلت الأمة الإسلامية لواقع التقدم والصدارة والريادة كان أولها غزوة بدر حيث انتصر المسلمون على أعدائهم وسمي ذلك يوم الفرقان؛ لأنه فرق بين الحق والباطل، وانهزم الطغاة الذين خيل إليهم أنهم قادرون على إخماد الشعاع الذي انبثق من الغار في شهر رمضان.

بدر.. الإنسان أولا

وفي يوم بدر كان جيش المشركين ثلاثة أضعاف جيشالمسلمين فألقى المسلمون بأمرهم إلى الله فاستجاب لهم وأمدهم بالملائكة يقاتلون معهم فيقول تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم إني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم) [الأنفال].
وأكدت موقعة بدر أن نوعية السلاح ليست الشرط الأول للنصر وإنما معدن الإنسان وأن المدافعة بين الحق والباطل سنة كونية والغلبة تكون لأهل الحق مهما تمدد الباطل وكثر أشياعه فيقول تعالى: (قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار) [آل عمران: 13].

فتح مكة.. قوة وسماحة

وما هي إلا بضع سنين حتى كانت جيوش المسلمين تفتح مكة من أركانها الأربعة في 20 رمضان العام الثامن من الهجرة ففتحوا مكة دون قتال بعد أن وضعوا استراتيجية للقتال واستوفوا أسباب النصر المادية والمعنوية فكان عندهم من العزم ما برزوا به على أعدائهم وأخذوا بكل نصيب من القوة امتثالاً لقوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من خير في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) [الأنفال: 60].

ويقول الشيخ محمد الغزالي: “إن هذا الفتح المبين ليذكره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بماضي طويل الفصول كيف خرج مطاردًا وكيف يعود اليوم منصورًا مؤيدًا وأي كرامة عظمى حفه الله بها هذا الصباح الميمون وكلما استشعر هذه النعماء ازداد لله على راحتله خشوعًا وانحناء” فلم ينتقم من قريش؛ لأنه لا يضمر إلا الخير ولا يبغ إلا الإصلاح يقول تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) [القصص: 85].

فتح الأندلس والهند

وفي رمضان عبر أصحاب طارق بن زياد المضيق وانساح المسلمون في الأندلس يقيمون دولة العلم والإيمان ومنها انطلقت إشعاعات الحضارة والمدنية على أوروبا وكان النابغة من رجالها يفخر بأنه يتكلم العربية ويحفظ القرآن ويعلم فقه مالك وأبي حنيفة ويتقن فلسفة ابن رشد والكندي والغزالي والأشعري.

وفي نفس الشهر كان محمد بن القاسم الشاب الذي كان تحت سن العشرين يشق جبال السند ومعه قلة باسلة من الشباب المسلم منهم من حملته السفن ومنهم من كان يمتطي ظهور الخيل وكانت المعركة الفاصلة مع داهر ملك السند الذي خرج على رأس جيش من ركاب الأفيال ليبث الرعب في قلوب الفرسان ولكن الخيل كانت أشد صمودًا ودخل الإسلام بلاد السند ومنها إلى بلاد الأفغان على يد هذا الفاتح الشاب.

فتح عمورية .. واااامعتصماه

وفتح المعتصم بالله العباسي حصون عمورية في رمضان 223 هجرية في مئة وخمسين ألفًا من جنوده بعد أن نقل إلى الخليفة إن امرأة مسلمة قد وقعت بيد الروم ونادت وامعتصماه..وامعتصماه فقال: لبيك.. لبيك وأقسم ألا يعود إلا شهيدًا أو ظافرًا منتقمًا للمرأة المسلمة ولم تغب شمس يوم 17 رمضان إلا وكانت المدينة قد اقتحمت وشوهد المعتصم بن الرشيد يدخل عمورية على صهوة جواده الأصهب.

عين جالوت .. واااسلاماه

وفي رمضان عام 658 هجرية أعز الله المسلمين ونصرهم على عدو يفوقهم في العدة ويزيد عليهم في العدد في موقعة عين جالوت فبعد أن اجتاح التتار بلغاريا وروسيا والمجر وأخضعوا تركستان وسمرقند وبخارى وكرمان، وغزنة وما جاورها وبلاد الهند ودمروا هراة وبخارى التقى جيشالمسلمين بهم صباح الجمعة لخمس بقين من رمضان في عين جالوت بين بيسان ونابلس وصاح سيف الدين قطز واسلاماه.. واسلاماه فألقى الله الوهن في نفوس التتار وهزمهم المسلمون ولم تقم لهم قائمة بعد هذا اليوم.

وفتح العثمانيون بلجراد في 4 رمضان 927هـ وكانت مفتاح أوروبا الوسطى وعقبة تعترض طريقهم نحو الانسياب إلى قلب أوروبا فيينا وبودابست وكانوا قد حاولوا فتحها ثلاث مرات ولم يتمكنوا إلا في المرة الرابعة بعد ما يقرب من قرن من الزمان وبعدها تدفق العثمانيون على أوروبا كالسيل الجارف.

الله أكبر .. معركة 10 رمضان

ثم كان انتصار العاشر من رمضان 1973م حلقة من سلسلة الانتصارات التي حققها المسلمون منذ بدر ولا يزال الطريق مفتوحًا طالما بقي رمضان ببركاته التي تملأ النفوس شجاعة وتضحية وعمل ـ حيث تمكن الجيش المصري خلال العشرة أيام الأولى من الحرب من تحقيق سلسلة من الإنجازات العسكرية الرائعة عبر اجتياز أكبر الموانع المائية في تاريخ الحروب بأكبر قدر من الكفاءات أبرزت شجاعة المقاتل المصري واستعدادة الدائم للتضحية وهو ما عرف (بروح أكتوبر).

وتحقق النصر بفضل عاملين هامين:

الأول: إحياء الروح الإيمانية فكان المسلمون والمسيحيون يرددون: “الله أكبر .. الله أكبر” وردد الخطباء مقولة خالد بن الوليد لقائد الروم في اليرموك: “لقد جئناكم بأناس يحبون الموت كما تحبون الحياة” .

الثاني: لم الشمل العربي حيث قام تنسيق جمع الصف العربي كان أبرز مظاهره منع

البترول عمن يعين العدو ويساعده

سلاطين المماليك وخيال الظل بقلم أحمد الخميسي

في وقت من الأوقات، منذ نحو خمسمائة عام، لم تكن القاهرة تعرف من النور غير ضوء الشموع والفوانيس والمشاعل، وكان سلاطين المماليك يحكمون، أما صغارهم فينتهزون الفرص لنهب الدكاكين وخطف عمائم العابرين والتحرش بالنساء وهم يرمحون على خيولهم في الأزقة. ورغم حياة المصريين القاسية فقد وصفهم ابن بطوطة ( 1304- 1378 م) بأنهم على اختلاف طبقاتهم " ذوو طرب وسرور ولهو "،

حتى أنهم كانوا يخرجون في الأعياد بقوارب إلي النيل ويحملون معهم الآلات الموسيقية ويضرب بعضهم بالطار والآخر بالمزمار مرسلين أغانيهم في الجو . وعندما رفع السلطان قايتباي أسعار القمح والدقيق واختفى الخبز من الأفران خرجت العامة برقصة تضحك وتغني وتلعن السلطان والغلاء . وفي عام 1448 أمر السلطان الأشرف جقمق بمحاربة الرقص ومنعه ! ولم يقتل المنع فيهم روح الفكاهة والتهكم ، فاطلقوا على الأمير طشتمر لقب " حمص أخضر " وعلى الفخري لقب " الفول المقشر" ! وحين كانت الأحوال الاقتصادية تتردى بشدة ولا تكفي النوادر لاجتياز مصاعبها كانوا يثورون ، كما حدث عام 1382 عهد السلطان برقوق حين تفرق الزعر على بيوت الأمراء في القاهرة ونهبوا ما وجدوا حتى خربوا البيوت وأخذوا أبوابها وأخشابها معهم ، وسرعان ما تهدأ نفوسهم فيرجعون إلي حياتهم اليومية المشبعة بالصبر والخيال ، ويقصدون حي بين القصرين لسماع الأشعار والحكايات وحضور الجلسات التي تعقد لقراءة السير والأخبار، أو يتسلون بمناقرة الديوك ومناطحة الكباش وألعاب البهلوانات والحواة . لكن خيال الظل كان التسلية المحببة لدي الجميع، حتى أن السلطان الناصر أبو السعادات شغف بها وأمر بإحضار " أبو الخير " إليه ومعه خيال الظل للتفرج بعروضه . بينما أمر السلطان جقمق بجمع أصحاب خيال الظل وإحراق جميع ما معهم من الشخوص المصنوعة للخيال مع تحذيرهم من العودة إليه لأن تمثيليات خيال الظل كانت تتضمن عبارات خارجة عن الأدب ! وكان خيال الظل حينذاك يشبه الصحافة في يومنا هذا، فهو وسيلة لنقر الخبر والرأي وحشد المشاعر والتسرية عن الناس. وكان الاحتفال بشهر رمضان حدثا كبيرا، وقد وصف ابن بطوطة احتفال المصريين برؤية هلال رمضان في القرن الرابع عشر م بقوله : " وعاداتهم أن يجتمع فقهاء المدينة ووجوهها بعد العصر من اليوم 29 لشعبان بدار القاضي .. فإذا تكالبوا هناك ركبوا جميعا وتبعهم جميع الرجال والنساء والصبيان وينتهون إلي موضع مرتفع ( كان جبل المقطم في البداية ) وهو مرتقب الهلال عندهم فيرقبون الهلال ثم يعودون بعد صلاة المغرب وبين أيديهم الشمع والفوانيس والمشاعل". وكان اشتعال القناديل في رمضان علامة على جواز الأكل والشرب ، فإذا أطفئت قبيل مطلع الفجر وجب الإمساك عن الطعام . وكانت هناك سوق خاصة للشموع تسمى سوق الشماعين تباع فيها شموع المواكب التي تزن الواحدة منها عشرة أرطال، والشموع الضخمة التي تستخدم في موكب صلاة التراويح ويبلغ وزن الواحدة منها حوالي القنطار! وكانت حوانيت تلك السوق تفتح في رمضان حتى منتصف الليل، فتتلألأ السوق كلها بنور باهر في ليل القاهرة ، ويقصدها الناس للنزهة والتجوال . لكن تلك الأضواء الساطعة لم تخف عن الرحالة الأجانب حينذاك أن في القاهرة ما بين خمسين ألفا إلي مائة ألف شخص ، يعبرون الطرقات ليل نهار ، فقراء وشبه عرايا .

وفي حينه وصف السراج الوراق ( 1218-1295 ) وهو شاعر وراق حالة أولاده البائسة على العيد بقصيدة قال في مطلعها :

قد أقبل العيد وما عندهم ..
قمح ولا خبز ولا فطره
فارحمهم إن عاينوا كعكة ..
في يد طفل أو رأوا تمرة
تشخص أبصارهم نحوها ..
بشهقة تتبعها زفرة

وبالرغم من حلاوة ومرارة عهود سلاطين المماليك، وما شهده من لحظات رخاء تعقبها المجاعات والأوبئة، ظل أهل مصر " ذوو طرب وسرور ولهو" يجتازون بالتهكم كل محنة ويسخرون من كل " حمص أخضر " وينفخون في خيالاتهم التي أمر السلطان جقمق بإحراقها لأنها اشتملت على عبارات غير مهذبة !

الاثنين، أغسطس 09، 2010








متحركه مضحكة 2012








متحركه مضحكة 2012







متحركه مضحكة 2012








متحركه مضحكة 2012






متحركه مضحكة 2012


لا تراجع ولا استسلام



الصراع على السلطة بين طلب الدنيا وطلب الآخرة بقلم : دكتور/ الغباشي الشرنوبي العطوي

يتصارع الناس اليوم على نيل الولاية ويستحثون في طلبها, وينفقون في سبيلها الغالي والنفيس, ويُسَخِّرون الأجنادَ والأحبابَ والأعوانَ لحشد الرعية لتأييدهم, صغر منصب الولاية أم كبر, فالولاية الصغيرة مقدمة للولاية الكبيرة وحكم الدولة, وفي هذا الجو ينتشر الأفاقون والمرتزقة والمنتفعون ليُبَيِّضوا وجوه الظالمين, وليغلقوا أعين النابهين والناقدين, وليطمسوا على أفواه الناصحين وليكسروا أقلام المفكرين, لتخلوا الأجواء لكل من يمكنهم بغفلته من طمعهم, وبظلمه عن مؤاخذتهم على ظلمهم, وباعتماده عليهم واعتمادهم عليه, فيمدون أيديهم إليه طلباً فلا يردها, وتمتد أيديهم بالإساءة إلى كل شرفاء الأمة فلا يصدها, فتنطلق أيديهم تعيث في الأرض فساداً فتهلك البلاد والعباد.


إنَّ خطر الولاية عظيمٌ، وخطبها جسيمٌ، والشرح في ذلك طويلٌ، ولا يسلم الحاكم إلا بالعلم وتقريب العلماء ليعلموه طرق العدل ويسهلوا عليه خطر هذا الأمر.


إن الولاية والملك والرياسة والسلطان نِعَمٌ ومِنَنٌ من الملك الرحمن يؤتيها سبحانه من يشاء من عباده, وينزعها ممن يشاء
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)آل عمران}.

ولابد لكل من يسعى لنيل هذه المنحة من الله أن يعلم جليل قدرها وعظيم خطرها, فهي إما أن تكون سبباً في نجاته وسعادته إن قام بحقها وأعمل جهده لينجو من فتنتها وبريقها, وأحاط نفسه بالناصحين لله الذين لا يخافون في الله لومة لائم, فيهدونه إذا ضل, ويقومونه إذا اعوج, ويذكرونه إذا نسي, ويبصرونه إذا بغي, ويساعدونه إذا استقام واهتدى.


أو تكون سبباً في هلاكه وشقائه إن قصر عن النهوض بحقها, يوم أن يقف الخلق جميعاً بين يدي الملك الديان وينادي في الوجود كله:
"لمن الملك اليوم..؟"..فما من مجيب ..فيجيب ذاته على ذاته سبحانه وتعالى : "الملك اليوم لله الواحد القهار".


إن الولاية في الإسلام تكليفٌ وليست تشريفاً, وهي أمانة ويوم القيامة خزيٌ وندامة إلا من أخذها بحقها.
قال صلى الله عليه و سلم: " إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة ", ( فنعم المرضعة: أول الإمارة لأن معها المال والجاه واللذات الحسية والوهمية, وبئست الفاطمة: أي آخرها لأن معه القتل والعزل والمطالبة بالتبعات يوم القيامة).


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير " ولما علم أهل الفضل من هذه الأمة خطر الولاية زهدوا فيها وترفعوا عنها ولم يطلبوها, لما علموا من عظم الأمانة وثقل المسئولية أمام الله عز وجل.


(قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ويل للأمراء وويل للعرفاء وويل للعوانية فإنهم أقوام يعلقون من السماء بذوائبهم في القيامة، ويسحبون على وجوههم إلى النار، يودون لو لم يعملوا عملاً قط" , وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من رجل ولي أمر عشرة من الناس إلا وجيء به يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، فإن كان عمله صالحاً فكّ الغل عنه، وإن كان عمله سيئاً زيد عليه غل آخره", وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء حين يلقاه إلا من عدل وقضى بالحق ولم يحكم بالهوى ولم يمل مع أقاربه ولم يبدل حكماً لخوف أو طمع، لكن يجعل كتاب الله مرآته ونصب عينيه ويحكم بما فيه", وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بالولاة يوم القيامة فيقول الله جلّ وعلا: "أنتم كنتم رعاة خليقتي وخزنة ملكي في أرضي" , ثم يقول لأحدهم: "لم ضربت عبادي فوق الحد الذي أمرت به" , فيقول: يا رب لأنهم عصوك وخالفوك, فيقول جلّ جلاله: "لا ينبغي أن يسبق غضبك غضبي" . ثم يقول للآخر: "لم ضربت عبادي أقل من الحد الذي أمرت به ؟", فيقول: يا رب رحمتهم, فيقول تعالى: "كيف تكون أرحم مني؟, خذوا الذي زاد والذي نقص فاحشوا بهما زوايا جهنم".


ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تبع يوماً جنازة فتقدم رجل فصلى على الجنازة فلما دفن الميت وضع ذلك الرجل يده على القبر وقال: اللهم إن عذبته فبحقك لأنه عصاك وإن رحمته فإنه فقير إلى رحمتك، وطوبي لك أيها الميت إن لم تكن أميراً أو عريفاً أو كابتاً أو عوانياً أو جابياً, فلما تكلم بهذه الكلمات غاب شخصه عن عيون الناس فأمر عمر بطلبه فلم يوجد، فقال عمر: هذا الخضر عليه السلام..عن كتاب "التبر المسبوك في نصيحة الملوك للإمام الغزالي").

علم ذلك كله عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقبل الولاية وهو يبكي إشفاقاً على نفسه, ولم يرضها لابنه عبد الله من بعده وقال: كفى من بيت عمر واحدٌ يحاسب أمام الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
علم عمر أنه سيحاسب فكان يخرج كل ليلة يطوف مع العسس حتى يرى نقصاً يكمله أو خللاً يتداركه ولا يهدأ له بالٌ حتى يقف على أحوال رعيته وعمَّاله, وكان يقول: لو تركت عنزاً جرباءَ على جانب ساقية لم تُدهن لخشيتُ أنْ أُسئل عنها يوم القيامة, ويقول: لو عثرتْ بغلةٌ في العراق لظننتُ أنَّ الله سائلي عنها , لمَِ لمْ تسوِ لها الطريقَ يا عمر؟, فانظر أيها السلطان إلى عمر مع احتياطه وعدله وما وصل أحد إلى تقواه وصلاته كيف يتفكر ويتخوف من أهوال يوم القيامة وأنت قد جلست لاهياً عن أحوال رعيتك غافلاً عن أهل ولايتك.
قال عبد الله بن عمر وجماعة من أهل بيته: كنا ندعو الله أن يرينا عمر في المنام، فرأيته بعد أثني عشر كأنه قد اغتسل وهو متلفعٌ فقلت: يا أمير المؤمنين كيف وجدتَ ربك وبأي حسناتك جازاك؟ فقال: يا عبد الله كم لي منذ فارقتكم؟ فقلتُ: إثنتا عشرة سنة, فقال: منذ فارقتكم في الحساب, وخفتُ أنْ أهلك إلا أنَّ الله غفورٌ رحيمٌ، جوادٌ كريمٌ. فهذا حال عمر ولم يكن له من دنياه شيء من أسباب الولاية سوى درةٌ يؤدب بها, لا حرس أكثر من رعيته, ولا قصور تفيض عن حاجته, ولا زبانية يخوفون الناس أن تشتكي إليه مظالمها, ولا طوارئ ولا قوانين, ولا ترسانات من المصفحات ولا منتجعات.
يُحكى أن قيصر ملك الروم أرسل رسولاً إلى عمر بن الخطاب لينظر أحواله ويشاهد أفعاله، فلما دخل المدينة سأل أهلها وقال: أين ملككم؟ قالوا: ليس لنا ملك، بل لنا أميرٌ قد خرج إلى ظاهر المدينة. فخرج الرسول في طلبه فوجده نائماً في ظل شجرة وقد وضع درته كالوسادة تحت رأسه والعرق يسقط منه إلى أن بل الأرض، فلما رآه على هذه الحالة وقع الخشوع في قلبه وقال: رجل تكون جميع ملوك الأرض لا يقر لهم قرار من هيبته، وتكون هذه حاله، ولكنك حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر, ومَلِكُنا يجورُ لا جرم أنه لا يزال ساهراً خائفاً, أشهد أن دينكم لدين الحق ولولا أني أتيتُ رسولاً لأسلمت، ولكن سأعود بعد هذا وأسلم.
وقد جاء في الخبر أن داود عليه السلام كان يخرج ليلاً متنكراً بحيث لا يعرفه أحد، وكان يسأل كل من يلقاه عن حال داود سراً، فجاءه جبريل في صورة رجل فقال له داود: ما تقول في داود؟, فقال: نعم العبد، إلا أنه يأكل من بيت المال ولا يأكل من كدّه وتعب يديه, فعاد داود إلى محرابه باكياً حزيناً وقال : إلهي علمني صنعةً آكل بها من كدي وتعب يدي, فعلمه الله تعالى صنعة الزرد.
إن للرعية حق على حكامهم
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال لنفر من قريش: (يا سادات قريش عاملوا رعاياكم وأتباعكم بثلاثة أشياء: إذا سألوكم الرحمة فارحموهم، وإذا حكَّموكم فاعدلوا فيهم، واعملوا بما تقولون؛ فمن لم يعمل بهذا فعليه لعنة الله وملائكته لا يقبل الله منه فرضاً ولا نفلاً).
وهذا دليل على عظم قدر الولاية، وجلال خطرها،
وقد روي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"عدل السلطان يوماً واحداً أحب إلى الله من عبادة سبعين سنة".

فإذا ما كانت الولاية نعمة ورحمة سخرها السلطان في رضا الرحمن وطاعة الوهَّاب المنَّان , فحكم بالعدل والإحسان, فهو يجمع من دنياه لآخرته, ومن حياته لموته, ومن قوته وغناه لضعفه وفقره لله يوم أن يلقاه, ويحقق بعدله في حكمه كثيراً من أبواب الخير والفلاح منها:
**أن الحاكم العادل في ظل الرحمن يوم القيامة,
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : "سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمامٌ عادلٌ, وشاب ٌ نشأ في عبادة الله, ورجلٌ قلبه معلقٌ بالمساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل دعته امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه".
**الحاكم العادل يحبه الله ويقربه منه يوم القيامة,
قال عليه الصلاة والسلام: (أحب الناس إلى الله تعالى وأقربهم إليه السلطان العادل، وأبغضهم إليه وأبعدهم منه السلطان الجائر).
**يبارك الله له في عمله ويضاعف له حسناته, فالعدل في الحكم من أوسع أبواب البركة في العمل,
قال عليه الصلاة والسلام: (والذي نفس محمد بيده إنه ليرفع للسلطان العادل إلى السماء من العمل مثل عمل جملة الرعية، وكل صلاة يصلِّيها تعدل سبعين ألف صلاة), وقال صلى الله عليه وسلم: (عدل السلطان يوماً واحداً أحب إلى الله من عبادة سبعين سنة).
**الحاكم العادل من أهل الجنة,
فقد روى مسلمٌ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أهلُ الجنة ثلاثةٌ: ذو سلطان مقسطٌ مُوَفقٌ, ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلب لكل ذي قربى ومسلمٍ, وعفيفٌ متعففٌ ذو عيالٍ".
أما من آتاه الله نعمة الملك أو الرياسة فلم يعرف قدرها ولم يشتغل بحقها, واشتغل بظلمه وهواه, وغره سلطانه عن لقاء الله, فإن الله يجعله من جملة أعدائه, وتكون آخرته وبالاً عليه, ويفتح على نفسه أبواب البوار والخسران والفساد.
**فإن جور السلطان من أشد الموبقات وهو يوم القيامة ظلمات,
قال عليه الصلاة والسلام:"إن الظلمَ ظلماتٌ يوم القيامة".
**
وفي الحديث المتفق عليه الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من ظلم قيد شبرٍ من الأرض طوقه من سبع أرضين", وقال:"إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"
**هذا الظلم يستوجب لعنة الله " ألا لعنة الله على الظالمين",
وقال عليه الصلاة والسلام: "من حكم بين اثنين بظلم فلعنة الله على الظالمين". **والحاكم الظالم محكوم عليه بغضب من الله ومأواه جهنم, قال عليه الصلاة والسلام: "خمسةٌ قد غضب الله عليهم إن شاء أمضى غضبه ومقرهم النار: أميرُ قومٍ يطيعونه يأخذُ حقَه منهم ولا ينصفهم من نفسه ولا يرفع الظلمَ عنهم، ورئيسُ قومٍ يطيعونه ولا يساوي بين القوي والضعيف ويحكم بالميلِ والمحاباة، ورجلٌ لا يأمر أهله وأولاده بطاعة الله ولا يعلمهم أمورَ الدين ولا يبالي من أين أطعمهم، ورجلٌ استأجرَ أجيراً فتمم عملَه ومنعه أجرتَهُ، ورجلٌ ظلم زوجته في صداقها". وقال عليه الصلاة والسلام: "من ولَي أمورَ المسلمين ولم يحفظهم كحفظه أهل بيته فقد تبوأ مقعده من النار".
**والحاكم الظالم من أشد الناس عذاباً في النار,
قال عليه الصلاة والسلام: "أشدُّ الناس عذاباً يوم القيامة السلطانُ الظالم".
**والحاكم الظالم محرومٌ من رضا الرحمن فلا ينظر الله إليه يوم القيامة
وقال عليه الصلاة والسلام: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم: سلطانٌ جائرٌ كاذبٌ، وشيخٌ زانٍ، وفقيرٌ متكبرٌ".
**والحاكم الظالم حرَّم الله عليه الجنة,
قال عليه الصلاة والسلام: "ما من عبدٍ ولَّاه الله أمرَ رعيةٍ فغشَّهم ولم ينصح لهم ولم يشفق عليهم إلا حرَّم الله عليه الجنة", وقال: "ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية فلم يُحِطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة", وقال: " ما من والٍ يلي رعيةً من المسلمين فيموت وهو غاشٌ لهم إلا حرَّم الله عليه الجنة".
**والحاكم الظالم محرومٌ من شفاعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم,
قال عليه الصلاة والسلام: "رجلان من أمتي يحرمان شفاعتي: ملكٌ ظالمٌ ومبتدعٌ غالٍ في الدين يتعدى الحدود".
فليعلم كل حاكم ( وكل من هو مسئول حاكم ) رئيس المصلحة ورئيس القرية ورئيس المدينة وعميد الكلية ورئيس الجامعة والمحافظ والوزير ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية , كلهم مسئول سيوقف أمام الله عز وجل , يسأله عن كل ما استرعاه , وكما سيسأله عن ظلمه, سيسأله عن ظلم أهله وأصحابه وعماله ونوابه وجنوده وعن كل ما وقع تحت يديه, فالمحكومون مفتحة عيونهم على الحاكم , إذا صدق صدقوا وإذا عفَّ تعففوا , وإذا رتع رتعوا, فعندما عجب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من عفة المسلمين لما نقلت إليه غنائم الفرس كاملة غير منقوصة, قيل له: يا أمير المؤمنين , عففت فعفت الرعية , ولو رتعت لرتعوا.

كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى عامله أبي موسى الأشعري: (أما فإن أسعد الولاة من سعدت به رعيته، وإن أشقى الولاة من شقيت به رعيته, فإياك والتبسّط فإن عمالك يقتدون بك، وإنما مثلك كمثل دابة رأت مرعى مخضراً فأكلت كثيراً حتى سمنت فكان سمنها سبب هلاكها لأنها بذلك السمن تذبح وتؤكل) .

وفي التوراة كل ظلم علمه السلطان من عماله فسكت عنه كان ذلك الظلم منسوباً إليه وأخذ به وعوقب عليه.
{إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40) النبأ}.
نسأل الله الهداية والرشاد لحكام المسلمين, وأن يولي علينا خيارنا ولا يولي علينا شرارنا, إنه نعم المولى ونعم النصير, وبالإجابة جدير.


وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقه واتبع هداه إلى يوم الدين.

رسالة إلى الطامعين والمتحاربين من أجل السلطة والمناصب

صور من خوف السلف رضي الله عنهم
أبو بكر الصديق رضي الله عنه :كان يمسك لسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد. يا ليتني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل). الله أكبر , هذا أبو بكر الصديق الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (( ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد من بعد النبيين و المرسلين أفضل من أبي بكر)) , وهو أول الخلفاء الراشدين , أحد العشرة المبشرين , يتمنى أن لو كان شجرة تعضد ثم تؤكل , لماذا؟ لأنه عرف الله فخافه وما أمن عقابه.

عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
ثاني الخلفاء الراشدين و أول أمير للمؤمنين , الفاروق الذي فرّق بين الحق و الباطل , كان يسمع الآية من كتاب الله فيمرض, فيعاد أياما. وأخذ تبنة من الأرض فقال: (( يا ليتني كنت هذه التبنة , يا ليتني لم أك شيئاً مذكوراً, يا ليت أمي لم تلدني)). وقد كان رضي الله عنه يبكي حتى حفرت الدموع في خده .
عثمان بن عفان رضي الله عنه :
الصحابي الذي عرف بحيائه الجم, فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم جمع ثيابه حين دخل عثمان وقال: (( ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)) ,وما كان خوفه من الله يقل عن حيائه , بل كان يخاف الله خوفاً عظيماً , فقد كان رضي الله عنه يقول : (( وددت أني إذا مت لا أبعث )). مع أنه أحد المبشرين بالجنة.

علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
آخر الخلفاء الراشدين و فدائي الإسلام الأول كان يقول: (( والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئاً يشبههم. لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً , بين أعينهم أمثال ركب المعزى , قد باتوا سجداً و قياماً, يتلون كتاب الله تعالى ويراوحون بين جباههم وأقدامهم , فإذا أصبحوا فذكروا الله عز و جل, مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم, والله لكأن القوم باتوا غافلين )).

ابن عباس رضي الله عنه :ترجمان القرآن, يجري الدمع من خده الشريف المبارك كالشراك البالي.

أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :تقول : ( يا ليتني كنت نسياً منسيا ).

أبو عبيده بن الجراح رضي الله عنه :
الشجاع المقدام يقول : ( وددت أني كنت كبشاً فذبحني أهلي, فأكلوا لحمي, وحسوا مرقي ).