ان من عاش لنفسه عاش صغيرا ومات صغيرا ومن عاش للناس عاش كبيرا ومات كبيرا والخاسر هو من عاش حياة طويله فى هذه الدنيا الفانية ولم يأثر فيها أو فى غيره من الخلق أى تأثير إيجابى يذكر له بعد مماته فالانسان الذى يعيش لنفسه يموت ولا يذكره الناس أما الانسان الذى يعيش للناس فيموت جسده وتبقى ذكراه فى عقول وقلوب الناس .
إن للتكافل الاجتماعى فى مجتمعنا الاسلامى أهمية عظيمة وجليلة فى الدنيا وثواب أعظم فى الآخرة بإذن الله فالمسلم لابد أن يكون جنبا لجنب لأخيه المسلم فى السراء والضراء والغنى يشعر بالفقير والجار عونا لجاره بل أن هذا لايجب أن يكون على المستوى الشخصى فقط بل على مستوى المجتمعات والدول الاسلامية بوجه عام .
وأردت من هذه المقدمة أن أعرض عليكم فكرة تحدثت فيها سابقا مع الأخ الكريم / عبد العظيم حسين وهو أبن من أبناء بلدنا الكرام أصحاب الخلق الكريم وهذه الفكرة ليست بالجديدة بل أنها طبقت فى بلاد حولنا قليلة ولكنها أتت بثمار عظيمة ألا وهى إنشاء ( بيت مال أو مشروع تكافل إجتماعى لأهل البلد ) وسوف أقوم بشرحه على عدة نقاط :
(1) إنشاء مشروع وليكن ضمن مشروعات جمعية تنمية المجتمع تحت أسم بيت مال أهل القرية أو مشروع التكافل الاجتماعى لأهل القرية أو تحت اى أسم أخر )
(2) يكون المسئول عن هذا المشروع عدد أفراد من 3 إلى 4 أفراد ممن يثق بهم من ناحية الأمانة وحسن الخلق وحفظ اسرار العمل .
(3) يقوم هذا المشروع على التبرعات ( مادية أو عينية ) وأموال الزكاة أو من خلال فرض مبلغ وليكن جنيه واحد على كل فرد اسرة يجمع شهريا بايصالات استلام مثلا اسرة اب وأم وولدان وبنت يقومون بدفع 5 جنيهات شهريا ، ومن الممكن أن يتم فتح حساب بنكى باسم المشروع للتبرع .
(4) يقوم القائمين على المشروع بعمل ملفات سرية عن أبناء بلدنا المحتاجين يبين مستوى دخلهم ونفقاتهم حتى يخصص لهم مبالغ شهرية تعينهم على نفقات الحياة .
(5) يقوم القائمين على المشروع بمد يد العون للحالات المحتاجه فى ظروف طارئة مثل نفقات علاج سواء مرض أو حادث حالات زواج أحد البنات المحتاجه وغيرها .
(6) وتكون كافة تعاملات المشروع سرية لا تخرج عن فريق العمل القائم على المشروع مع توثيق ذلك بمستندات رسمية للاطلاع عند الحاجة لذلك .
وفى النهاية تخيلوا معى أن تحقق هذا المشروع على أرض الواقع فالكل سوف يستفيد المتبرع يستفيد ثواب عظيم فى الدنيا والأخرة ومخرج الزكاة يكون قد أدى فرض الله والمحتاج لا يشعر أنه وحيداً مهموماً فضلا عن روح التكافل التى ستسود فى بلدنا وتجعل الجميع كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " كالجسد الواحد " ارجو أن أكون قد وفقت والله الموفق .
