أجمل صور متحركة .. لا اتطوفكم صور روعه

الاثنين، يناير 25، 2010

تاريخ الكوم الأحمر ( حماده على )




يرجع تاريخ الكوم الأحمر إلى أواخر العصر الحجري عندما اتخذت  قبائل الملك الأحمر من أرض الكوم الأحمر مكانا لإقامة دولتهم ، ويرجع تسمية الكوم الأحمر بهذا الاسم إلى شقين الشق الأول كلمة ( الكوم ) وترجع لأن أرضها قديما كانت عبارة عن أكوام من الذهب الخالص تخرج من الأرض ، والشق الثاني كلمة ( الأحمر ) وترجع نسبة إلى الملك الأحمر الذي حكمها ودافع عنها لسنوات عدة ضد الطامعين فيها من جيرانها المستعمرين وأشهرهم جيش الصفصافيون بقيادة ملكهم ( صفصف ) وجيش الدميراوين بقيادة الملك  ( أدميرو ) ، وجيش الجوهرين بقيادة ملكتهم الجميلة ( جوهر ) ولكن صلابة أبناء الكوم الأحمر قديما وقوة ملكهم حالت دون أن يتمكن الغزاة من مساس شبر واحد من أراضيها والاستيلاء على ثرواتها العديدة على مر التاريخ ويظهر ذلك تفصيلا فى كتاب المؤرخ الشهير ( أحميرور ) بعنوان ( أحمر ملك روحي ) الذى يحكى فيه عن دولة الكوم الأحمر قديما وملكهم المظفر الملك الأحمر .
ومن العصر الحجري إلى  العصر الفرعوني حين استولت جيوش الهكسوس على بلاد الكوم الأحمر لمدة طويلة واستولوا على الكثير من ثرواتها وساد الفساد والطغيان فى البلاد  حتى جاء قاهر الهكسوس الملك ( أحمس ) أبن الملك رع تاعا والملكة أعح حتب  ، وأحمس هو مؤسس الأسرة الثامنة عشر أعظم الأسر الحاكمة فى مصر فى الفترة ما بين 1550 ق.م حتى 1525 ق.م ، حيث دارت معركة تاريخية كبيرة بين جيوش الهكسوس وجيوش الملك أحمس الذى هزمهم شر هزيمة ، وذكر ذلك على نقوشات حجر رشيد الذى أكتشفه شامبليون .
واستمرت الكوم الأحمر تحت حكم الملك أحمس لسنوات حتى حدث انقلاب على الحكم ضد الملك أحمس من حاكم الكوم الأحمر الذى طمع فى السيطرة على حكم الكوم الأحمر لينفرد بالحصول على خيراتها من زروع وذهب وموارد طبيعية نادرة ، وقد نجح فى ذلك ولكنه لم يستمر فى حكم الكوم الأحمر طويلا ويرجع ذلك إلى أن هذا الحاكم والذي كان يلقب بالملك ( تدرس ) كان متزوج من أميرة جميلة اسمها ( شفيقة ) وعندما أراد أن يتزوج من أميرة أخرى اسمها ( جعله ) قامت زوجته الأولى بوضع السم له فى الطعام فمات مقتولا وبعد موته حدث خلاف كبير بين زوجاته على الحكم حتى اتفقوا على رأى وهو تقسيم بلاد الكوم الأحمر حيث حكمت الأميرة ( جعله ) منطقة أطلق عليها ( الجعلى ) نسبة إلى اسمها وحكمت الأميرة ( شفيقة ) منطقة سميت على أسمها ( شفيقة ).
وعاشت بلاد الكوم الأحمر طويلا من حكم إلى حكم إلى استعمار إلى تحرير لقرون عدة ولكن على مر العصور شهد التاريخ على رفض أهل الكوم الأحمر للظلم والاستعمار الذى قاوموه كثيرا وتصدوا له وسقط العديد من أبنائها دفاعا عنها .
وشهدت كتب التاريخ الحديثة إيضا على دور الكوم الأحمر الفعال وأبنائها فى مقاومة الاستعمار الفرنسي والبريطاني ويظهر ذلك فى اشتراكهم فى معركة المنصورة التي هزم فيها لويس التاسع عشر قائد الفرنسيين على يد المصريين بقيادة الأمير فخر الدين يوسف وفارس الدين أقطاى الجمدار وركن الدين بيبرس البندقدارى ، وهؤلاء القادة العظام  كانوا يجتمعون للتخطيط للمعركة بأحد قصور حكام الكوم الأحمر وقتها 
وقد عرضت لكم القليل من تاريخ الكوم الأحمر العظيم  وهناك الكثير والكثير لمن أراد الاطلاع عليه الرجوع إلى كتب التاريخ القديمة والحديثة ، فما اعظمك من بلد وما أعظمه من تاريخ مشرف .