أجمل صور متحركة .. لا اتطوفكم صور روعه

الاثنين، سبتمبر 27، 2010

العلوم الإسلامية والمناهج الدراسية بقلم : حماده على

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، بداية منذ أن تخرجت من الجامعة وأنا أسأل نفسى سؤال واحد وفى كل مره أسأل نفسى هذا السؤال أزداد ألما وحزنا عميقا .

والسؤال هو : ماذا أحمل فى صدرى وعقلى من كتاب الله وسنة رسوله ومن العلوم الإسلامية بعد مدة دراسة دامت خمسة عشر عام ؟

والكثير بل الآلاف مثلى وأفضل منى تعليما بكثير يسألون أنفسهم نفس السؤال ، والذى لم أجد له إلا إجابة واحدة ألا وهى : نظام التعليم الذى نشأنا عليه فى مصر .

فنظام التعليم فى مصر ينقسم إلى قسمين :

القسم الأول : التعليم العادى ، سواء مدارس حكومية أو مدارس خاصة .

القسم الثانى : التعليم الأزهري .

فلننظر أولا للقسم الأول وهو القسم الشائع والمنتشر فى مصر وهو التعليم العادى فنجد أن العلوم الاسلامية التى تدرس فيه تتمثل فى مادة التربية الدينية الإسلامية من المرحلة الإبتدائية وحتى مرحلة الثانوية العامة والدبلومات الفنية أى مادة واحدة وبنفس الأسم وبنفس الرتم المحددة عليه تدرس على مدى 12 عام او 11 عام والمادة تحتوى على تدريس سورة أو سورتين من القرآن الكريم بالاضافة إلى بعض الإحاديث النبوية الشريفة وبعض الدروس البسيطة فى علوم الدين وذلك يتم فى كل مرحلة .

علاوة على أن هذه المادة لا تضاف لمجموع درجات الطالب على حد علمى عندما كنت طالبا وحتى وإن تم إضافتها ستكون إيضا غير مؤثرة لأن درجاتها لن تتعدى 20 درجة من المجموع .

وهذا النظام التعليمى الذى به قصور فى ترسيخ علوم الدين الاسلامى فى عقول الطلاب منذ الصغر وحتى الجامعة لا يفرز للمجتمع إلا :

(1) أفراد ناجحين علميا فى مجالات عملهم الذى تخصصوا فيه سواء دكتور أو مهندس أو فنى أو خراط .... إالخ ولكن تجدهم فى نفس الوقت فاشلين فى علوم الدين الإسلامى الذى هو أساس عقيدتنا وهو أساس حياتنا وآخرتنا الذى إن ضاع ضعنا وأن علا علونا معه وأكرمنا الله وأعزنا ، فتجد دكتور جامعة حاصل على درجة الدكتوراه فى مجال علوم الذرة من أعلى جامعات العالم وعالم عظيم فى مجاله وقد تجده لا يعلم كم عدد أجزاء القرآن الكريم ويكاد لا يحمل فى صدره جزء واحد من القرآن الكريم أو 4 أحاديث نبوية صحيحة والذنب الأكبر فى ذلك يقع على من وضعوا نظام التعليم الحالى فى مصر والذى يجبر عليه الطفل مسير لا مخير من عمر 6 سنوات وحتى نهاية دراستة.

(2) أفراد فاشلين علميا فى مجالات تخصصهم العلمية وفى نفس الوقت فاشلين فى العلوم الإسلامية وبذلك تكون فائدتهم من التعليم صفر ، فعلى الاقل إن كان قد درس علوم اسلامية لبضع سنين وفشل فى العلوم الأخرى يكون قد استفاد على أقل تقدير دينيا بما يساعده ويهذبه فى حياته العملية ويساعده على تربية أولاده بصورة دينية صحيحة ويساعده فى العمل لآخرته يوم لقاء ربه .

دعونا ننتقل للقسم الثاني من نظام التعليم فى مصر وهو نظام التعليم الأزهري :

وقد قابلت الكثير من طلبة الأزهر الشريف الذين يشتكون من كثرة مواد العلوم الاسلامية التى يدرسونها إلى جانب المواد العلمية الأخرى والكثير منهم يحول مساره إلى التعليم العادى وآخرون يكتفون بالتعليم الثانوى فقط وبعدها يلتحقون بأى معهد كمبيوتر أو سياحه أو يجلسون فى بيوتهم والقليل منهم من يلتحق بالجامعات الازهرية علاوة على كثرة الطلاب الذين يرسبون لعدة سنوات فى مراحل الأزهر التعليمة المختلفة وهذا النظام التعليمى ينتج عنه الآتى :

(1) أفراد ناجحين فى علوم الدين الاسلامى ولكنهم فاشلين فى مجالات تخصصهم العلمى ويرجع ذلك إلى أن كثرة مواد العلوم الاسلامية بجانب العلوم الأخرى لا تعطى المجال للطالب لكى يتاسس علميا بطريقة سليمة فتجد مهندس طيران ملم بعلوم القرآن الكريم ويحفظه عن ظهر قلب ولكنه فى الصف الأخير بين زملائه فى العمل من ناحية كفاءته الهندسية .

(2) أفراد ناجحين علميا وعمليا ودينيا وهذه تكون الميزة فى التعليم الأزهري ولكنها لا تحدث إلا قليلا جدا .

والسؤال الأن ما هو الحل لتطوير نظام التعليم الحالى فى مصر ؟ وما هى الطرق التى تساعدنا على ذلك ؟ وما هو السبيل الذى يجعلنا نرى فى مجتمعنا المزيج من أفراد ناجحين علميا وعمليا ودينيا فنرى دكتور علم الذرة حافظا لكتاب الله ورجل الأعمال عالم من علماء الدين وشيخ الأزهر دكتور فى كلية الهندسة ؟

ولا عجب فى ذلك لأنك إن نظرت إلى القرآن الكريم تجده يحوى كل العلوم الدينية والدنيوية وعلى عهد الصحابة كانوا ناجحين دينيا وعلميا وعمليا وعسكريا واقتصاديا ، والله ما نحن به الأن من حال سىء فى كل المجالات بين دول العالم الأخرى ما هو إلا لآننا بعدنا عن ديننا الاسلامى وعن كتاب الله وعن سنة رسول الله وعن دراسة علوم ديننا والتفقه فيه ودراسة العلوم الدنيوية بصورة سليمة .

ودعونى اعرض عليكم بعض الحلول والتى قد تصيب وقد تخطأ فهى عبارة عن رأى الشخصى ليس إلا

أولا : التعليم العادى :

(1) نجد أن الطلاب فى مصر يدرسون على مدى 15 عام وأكثر بالنسبة لطلاب الجامعة و 12 عام بالنسبة لطلاب الدبلومات الفنية والثانوية العامة أو تكثر قليلا لطلاب المعاهد وبالتالي نقوم بتدريس عدة مواد دينية من قرآن وحديث وفقه وغيرها قد نجمعها فى مادة واحده وقد نوزعها على عدة مواد بشرط أن تشمل مادة القرأن على تدريس وشرح وحفظ جزأين من القرآن الكريم لكل مرحلة تعليمية فى السنة الواحدة على أن تضاف هذه المواد الدينية للمجموع وبدرجات كبيرة مثلها مثل العلوم الأخرى وتستمر من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة وبذلك نفرض مثلا طالب يدرس على مدى 15 عام يكون بذلك قد ختم حفظ القرآن مع أخر سنه دراسية له .

(2) عمل توازن بين عدد المواد الدينية وعدد المواد العلمية الأخرى بحيث لا يؤثر أى منهم على الأخرى .

(3) إعادة النظر فى المواد العلمية التى تدرس الأن من كيمياء واحياء وغيرها وتطويرها بشكل حديث وجديد يواكب التطور العلمى الهائل فى العالم الأن فنحن الأن نجد طلاب مازالوا بالتعليم الاعدادى والثانوى فى دول غربية يقومون بعمل اختراعات وابتكارات ومازال طلابنا فى الثانوية العامة قسم علمى يدخلون المعمل الغير مجهز ليقوم المدرس بشرح كيفية عمل محلول ملحى .

ثانيا : التعليم الأزهري :

والتعليم الأزهرى مع عمل القليل من التوازن بين كم العلوم الدينية والعلوم الأخرى وقليل من التطوير والاهتمام الحكومى به سوف يعطى نتائج أفضل من التعليم العادى بكثير

وفى النهاية فى بلدنا الكثير ممن لديهم دراية أكثر منى بكثير فى هذا الشأن ولكن المشكلة تتمثل فى هل من الممكن أن يتحقق ذلك ويحدث تطورى اسلامى وعلمى وتكنولوجى فى التعليم فى مصر على كافة المجالات ، والحكمة فى تطوير التعليم تكمن ايضا فى أنه الكثير من دول العالم المتقدمة اقتصاديا يرجع السبب فى ذلك لتقدمها العلمى وأخيرا أدعوا الله للجميع بالتوفيق والفلاح فى الدنيا والآخرة .